Friday, February 6, 2015

الرد اعتراض بعض الناس حول ارتداد بعض الصحابة.

بسم الله الرحمن الرحيم 
اللهم صل على محمد وال محمد, وعجل فرجهم والعن أعدائهم. 
السلام عليكم  ورحمة الله وبركاتة
احتج بعض الإخوة ممن ينتمى إلى مذهب من يطلقون على أنفسهم " أهل السنة والجماعة " بقول أحد شيوخ الشيعة " أعلى الله برهانهم " ( ما مضمونه ) أن أصحاب النبي لم يسلم من النفاق منهم إلا القلة جداً, وذكرت لأحدهم بأن مضمون هذا الكلام موجود في صحيح البخاري. ولا بأس بذكر بعض الأحاديث الواردة في هذا الخصوص ثم ننقل ما حاول بعضهم الاعتذار به ونرده بإذن الله تعالى.
 يروي البخاري في صحيحة برقم (6099)‏حدثنا ‏إبراهيم بن المنذر الحزامي ‏حدثنا ‏محمد بن فليح ‏حدثنا ‏أبي ‏قال حدثني ‏هلال بن علي ‏عن ‏عطاء بن يسار ‏عن ‏أبي هريرة ‏عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال ‏بينا أنا قائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم فقلت أين قال إلى النار والله قلت وما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال هلم قلت أين قال إلى النار والله قلت ما شأنهم قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم
ويروي أيضا  برقم (6097) بعدك حدثنا سعيد ابن أبي مريم حدثنا محمد بن مطرف حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم إني فرطكم على الحوض من مر على شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن على أقوام أعرفهم ويعرفوني ثم يحال بيني وبينهم قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال هكذا سمعت من سهل فقلت نعم فقال اشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها فأقول إنهم مني فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي * وقال ابن عباس سحقا بعدا يقال سحيق بعيد سحقه واسحقه أبعده وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي حدثنا أبي عن يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة انه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يارب أصحابي فيقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على ادبارهم القهقري.

أما من ماورد في صحيح مسلم (367 ) حدثنا يحيى بن أيوب وسريح بن يونس وقتيبة بن سعيد وعلى ابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل اخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا قالوا أو لسنا إخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد فقالوا كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله فقال أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم إلا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض إلا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم إلا هلم فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا.

لقد أوردت بعض ما ورد في هذا الخصوص من كتب القوم فقط لمن يريد الإطلاع. عموما هناك موقع يستخدمه الكثير من المخالفين معتقدين أن هذا الموقع يفحم الشيعة ولا يعرفون أن هذا في صالحنا بل يخدمنا. لأنه حقيقة يثبت لنا جهلهم. ومحاولاتهم البائسة في رد هذه الأحاديث التي وضعتهم في حيرة كبيرة كلها بائت بالفشل كما سنبين بعد دقائق بإذن الله. 

في هذا الرابط تجدون محاولاتهم في رد هذه الأحاديث. http://www.alrad.net/hiwar/sahaba/03.htm

في هذا الموقع يذكر عدة نقاط سوف أضعها باللون الأسود وجوابي سوف يكون باللون الأزرق.

نبدأ بحول الله ( ملاحظة: النقطة الأولى هي فقط يرد فيها رواية بلفظ أخر وهي مانقلناه أنفاً لذا لن أذكر النقطة الأولى بل سوف أبدأ بالثانية.)

يقول الوهابيثانياً: يقال لهؤلاء: النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يَعلَم من هم الذين بدلوا بعده إلا حين يَرِدُونَ عليه الحوض ثم يُرَدُّونَ عنه، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعلمهم، فمن الذي حددهم لكم وعيَّنهم بأسمائهم؟! فهل أنتم تعلمون ما لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهل أنتم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!

أقول أنا ابن حيدرة. 
سبحان الله,  تسألنا عن ما يرد في كتبك؟ أنا ألزمك بما تلتزم أنت. ليس من شأننا أسماء المنافقين في هذا الحديث إنما نريد ان نبين للناس بأن هناك مِن مَن تدّعون عدالتهم وتدندنون بحبهم وتقتلون من يشتمهم من سيدخل النار وهذا ناقض للعدالة, وتبديل سنة النبي ناقض للعدالة. في كتبكم لم تُذكر أساميهم في كتب غيركم موجودة ونثبتنها بالقرائن الموجودة في كتبكم في موضع آحر إن أحيانا الله تبارك وتعالى.

يقول الوهابي: ثالثا: يقال أيضاً: أنتم بين أمرين:
[1] إما أن تجعلوا حديث الحوض يشمل الخلفاء الثلاثة، ولفظ الحديث يدل على أن التغيير محصور فيما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله: «إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك».
فيلزم من هذا:
أنهم كانوا قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أهل الإيمان، ولذلك ظن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهم استمروا على ذلك، وأنهم سَيَرِدُونَ على الحوض، فَأُخبر أنهم أحدثوا بعده، وبالتالي يلزم بطلان ما نُسب إليهم من كُفر أو نِفاق أو استحقاق لِلَّعن ونحو ذلك؛ لقوله: «لا تدري ما أحدثوا بعدك».
[2] وإما أن لا تدخلوهم ضمن حديث الحوض، وهذا هو المطلوب.

أقول أنا ابن حيدرة: 
هل يتكلم هذا الكاتب من عقله؟ يحاول جاهداً أن يلزمنا بما تذكره أحاديثهم وهذا ناقض كبير للنقاش العلمي والاستدلال على الطرف الآخر وهذا أولاً.
ثانيا: النبي صل الله عليه وآله وسلم يصرح بلفظة " أصحـابي " لأنه كما ورد في الحديث أنه يعرفهم " حتى إذا عرفتهم " إذا هم ممن كانوا حوله. إذا أردت أن تقول أنهم كانوا مؤمنين ثم حادوا عن الإيمان نقول لك قل ماشئت وافهمها كما تشاء في كل الأحوال أن تبين لنا مرادنا بأن ليس كل أصحاب النبي عدول كما تزعمون وليسوا هم خير القرون بل هم بدلوا بعد رسول الله وارتدوا. وهذا مايذكر أيضا في القران العظيم في سورة آل عمران وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وقد نزلت الآية في شأن معركة أحد، حينما شاع أن رسول الله الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قُتل فيها، فانهزم الناس وولّوا العدو أدبارهم وانكشف ضعف إيمانهم حتى أنهم قالوا: ”قُتل محمد، فالحقوا بدينكم الأول“! (تفسير الطبري ج4 ص151). , ومن الذين ولو أدبارهم؟! ألم يكونوا أصحاب النبي على تعبيركم الذين جاهدوا وقاتلوا في سبيل الله وتركوا الديار والأهل وصرفوا أموالهم في سبيل الله ؟؟ أليست هذه الإسطوانة التي تدندنون بها علينا محاولين فيها الهرب مما فعله الصحابة. 

يقول الوهابي رابعا لو قال لنا قائل: إن النص عام، فيشمل أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه، وكذلك يشمل المقدادَ وعماراً وسلمانَ وأبا ذر رضي الله عنهم، فما الجواب؟
نقول له: إن الأدلة قد دلت على عدم شمول حديث الحوض للمهاجرين والأنصار؛ لأن الله وعدهم بالجنة.
فالأدلة التي دلت على خروج هؤلاء دلت كذلك على خروج باقي إخوانهم من المهاجرين والأنصار.
ولهذا فنحن نقول: إن هذا الحديث صحيحٌ عندنا ولا شك، لكنه لا يراد به علي بن أبي طالب رضي الله عنه قطعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شهد له بالجنة، وكذلك لا يراد به غيره من الصحابة السابقين للإسلام ممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعمار والمقداد وغيرهم من الصحابة رضي الله عنه.
وكذلك لا يمكن أن يراد به السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار؛ لأن الله أخبر ووعد بأن لهم: ((جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً)) [التوبة:100].
فهل هؤلاء الذين وعدهم الله بالجنات هم المرتدون الناكثون، أو أن الله وعدهم بالجنات وهو لا يعلم أنهم سيرتدون، تعالى الله وتقدس عن الجهل والنقائص والعيوب؟!.

أقول أنا ابن حيدرة:
أما عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والمقداد وعمار وهؤلاء متفقين عليهم. أما الباقي فلا يوجد لدينا دليل واحد في كتبنا يقول بأن هؤلاء من أهل الصلاح, ولا يوجد لدينا الحديث المكذوب على رسول الله المسمى بحديث العشرة المبشرة لكي ترد علينا بقولك أن النبي شهد لهم بالجنة. 
أما عن الآية المباركة, والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ( 100 ) أقول: على أي أساس قلت بأن كل المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم ورضوا عنه؟ والآية المباركة تُبعض لا تعمم. والدليل قوله تعالى " من المهاجرين والأنصار " . ولذلك إذا نطلع على تفاسيرهم نراهم متضاربين في أن هذه الآية تخص من؟ وهي قرينة أُخرى بأنه ليس كل الصحابة مرضي عنهم بل بعضهم. مثلاً في تفسير القرطبي لهذه الآية يقول"  نص القرآن على تفضيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وهم الذين صلوا إلى القبلتين ; في قول سعيد بن المسيب وطائفة . وفي قول أصحاب الشافعي هم الذين شهدوا بيعة الرضوان ، وهي بيعة الحديبية ، وقاله الشعبي . وعن محمد بن كعب وعطاء بن يسار : هم أهل بدر . واتفقوا على أن من هاجر قبل تحويل القبلة فهو من المهاجرين الأولين من غير خلاف بينهم " أما الطبري فيروي روايات كثيرة أذكر بعضها.
يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية:
17099 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن إسماعيل عن عامر : ( والسابقون الأولون ) قال : من أدرك بيعة الرضوان 
17100 - . . . . . . قال : حدثنا ابن فضيل عن مطرف عن عامر قال : ( المهاجرون الأولون ) من
17107 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا يحيى بن آدم عن قيس عن عثمان الثقفي عن مولى لأبي موسى عن أبي موسى قال : المهاجرون الأولون من صلىالقبلتين مع النبي - صلى الله عليه وسلم - .  أدرك البيعة تحت الشجرة 
وهذا ما يدلنا على أن ليس كل الصحابة المرضي عنهم. ولي قرينة هي عبدالله بن جحش الزوج السابق لزوجة النبي الأعظم صل الله عليه وآله وسلم إذ كان من المهاجرين والذي ارتد إلى النصرانية ومات عليها. فهل هذا ممن رضي الله عنه ؟!!

 إذا يجب أن تعلم أن هذه الآية لها شروط كما لأيات أُخرى شروط أيضاً ففي قوله تعالى مثلاً "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" هل كل من قال إنا لله وإنا إليه راجعون عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون؟! بالطبع لا يجب أن تتوفر فيه شروط أخرى كالتقوى والخوف من الله عز وجل واتباع واجباته واجتناب نواهيه وما إلى ذلك. عند ذلك يكون ممن تنطبق عليه هذه الآية. كذلك لنطبق هذه القاعدة على آية المهاجرين والأنصار. 

يقول الوهابي خامساً: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فإذا رهط» ولم يقل: فإذا أكثر أصحابي، والرهط في اللغة من ثلاثة إلى عشرة، فدل على أن الذين يمنعون عن الحوض قليل، ومثله يقال في قوله: «فإذا زمرة». فإن قيل: إن هذا الحديث يدل على أن أكثر الصحابة يُرَدّون عن الحوض، كما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»([3]). فالجواب ظاهر: وهو أن هؤلاء الذين يخلصون (مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ)، هم من بين تلك الزمر التي عرضت عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وليسوا يخلصون من بين سائر الصحابة؛ أي: لا أراه يخلص من بين تلك الزمر التي تُردُّ عن الحوض إلا مثل همل النعم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «يَرِدُ عَلَيَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَهْطٌ مِنْ أَصْحَابِي»([4]). وفي رواية: «بَيْنَا أَنَا قَائِمٌ إِذَا زُمْرَةٌ... فَلَا أُرَاهُ يَخْلُصُ مِنْهُمْ إِلا مِثْلُ هَمَلِ النَّعَمِ»([5])، ولم يقل: تُعرَضُون أنتم. وتوضيح ذلك: أن الصحابة عددهم كثير جداً، وهؤلاء الصحابة يعرضون على الحوض ويشربون منه، ولكنْ هناك زمرٌ (أي: مجموعات) منها من تُردُّ عن الحوض؛ لأنها بدلت وغيرت، فيعفى عن مجموعة يسيرة من بين تلك المجموعات، وذلك فضل من الله سبحانه وتعالى([6]).فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (بينا أنا قائم فإذا زمرة)، ولم يقل: بينا أنا قائم فإذا أكثر أصحابي، أو: فإذا أنتم يا من تسمعونني الآن، وهذا يدل على أن هذه الزمر عددها قليل بالنسبة لمجموع الصحابة رضي الله عنهم؛ ولهذا فبقية الصحابة لا يدخلون في هذا الحديث، بل هم أول من يَرِدُ الحوضَ ويشرب منه، فأين هذا من زعم الشيعة ارتداد الصحابة إلا نفراً قليلاً؟! ومثاله: لو قال مسئول عنده ثلاثة آلاف موظف: عُرِضَ علي أسماء مجموعة من الموظفين بسبب إهمالهم وكسلهم فعاقبتهم، إلا مجموعة يسيرة عفوت عنهم لأسباب ما، فإن السامع لهذا الكلام يعلم أن الذين عُرِضوا عليه لا يشكلون نسبةً تذكر إلى بقية الموظفين

أقول أنا ابن حيدرة: إن معنى زمرة الجماعة واختلاف ألفاظ الحديث قد يكون أغلبها محاولة بائسة من الراوي لتخفيف وقع الحديث على الناس. والذي يجعلنا نتأكد من ذلك قوله في الحديث " فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " وهذه كناية على الكثرة فلا يستوي هذا القول مع ذلك القول ثم إن الزمرة تأتي بمعنى سبعون ألفاً أيضا يروي البخاري بسنده حدثنا معاذ بن أسد أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة حدثه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر وقال أبو هريرة فقام عكاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام رجل من الأنصار فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك به . وأيضا ًأحد الصحابة اعترف صراحة بأنهم أحدثوا بعد نبي الله ولم يفرح بمدح أحد التابعين (على مايبدو في الحديث) له. يروي البخاري برقم 3937 حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده  نلاحظ في الحديث أن البراء لم يفرح بقول المسيب له طوبى لك. بل قال إنك لا تدري ما أحدثنا بعده. وهذا مايفسر لنا أن الأغلب انقلب على عقبه وارتد. فلو جمعت هذه الأحاديث مع بعضها البعض لتأخذ الخلاصة لتيقنت بأن مايقوله الشيعة أعلى الله برهانهم هو الصواب بعينه. خصوصا وأن حديث المسيب مع البراء بن عازب يتكلم عن بيعة الشجرة, ونعلم أن من يسمون أنفسهم أهل السنة والجماعة يمدحون أصحاب بيعة الشجرة بجهل ما في تلك البيعة من طامات لو فهموها وفطنوا لها لم يفكروا أصلا في الإستدلال بها. 
أما ماذكره المُضحك حقيقة في مثاله فلا يستحق الرد عليه إلا بجملة بسيطة, هذا يعني أن هناك جملة حتى لو كانت يسيرة من الموظفين ليسوا عدولاً. 

يقول الوهابي  تأمل هذا المعنى الجليل الذي تنقله كتب الشيعة عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه إذ يقول: «كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر ألفا، ثمانية آلاف من المدينة، وألفان من مكة، وألفان من الطلقاء، ولم ير فيهم قدري ولا مرجئ ولا حروري ولا معتزلي ولا صاحب رأي، كانوا يبكون الليل والنهار، ويقولون: اقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير»([7])

أقول أنا ابن حيدرة: أضع بين يديكم أخواني جواب مركز الأبحاث العقائدية بخصوص هذا النص 
تفضلو " وهو بخصوص كلام الصدوق (ره) فعلى هذه العقيدة كل الشيعة الإمامية أخذوه من أئمتهم (عليهم السلام) فهذا الصدوق يأخذ كلام الصادق (عليه السلام) في عد الصحابة بأثني عشر ألفاً,وأين هذا العدد ممن خرج مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع أو الذين سمعوا خطبته في غدير خم فان عددهم كان يربو على المائة والعشرين ألف أو المائة ألف أو السبعين ألف على اختلاف الروايات, وأهل السنّة يعدون الجميع في الصحابة.
فان قول الإمام الصادق (عليه السلام) صريح بان ليس كل من رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو صحابي, بل الصحابة الحقيقيون هم الذين يصدق عليهم ما وصفهم به بـ (اقبض ارواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير) لا مثل معاوية الذي كان يرفل بالحرير أو مثل عبد الرحمن بن عوف الذي كسر ذهبه عند موته بالفؤوس, نعم نحن نتولى الاثني عشر ألفاً من الصحابة هؤلاء ونتبرأ من أمثال أولئك..
الاثنى عشر ألفاً الذين كان الإمام زين العابدين (عليه السلام) يدعو لهم في صلاته لنصرتهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم), وهل يصدق على الهارب في الزحف أو المخالف لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المعترض عليه ناصر!!
وانظر الى قوله(عليه السلام) (وأصحاب محمد خاصة) فان فيه كفاية لمن هداه الله, ولكنه لم يكتف بذلك وإنما قال (الذين أحسنوا الصحبة) لا من غصبوا حق ابنته (عليها السلام) وتسنموا كرسي الخلافة طمعاً وعصياناً لله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).

أما الباقي فحقيقة لا أرى الباقي يستحق الرد عليه ففي هذا الكفاية 

أسأل الله الهداية لي ولكم ولكل من يعز علينا وعليكم وما بقي لي إلا أن أستغفر الله لي ولكم 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 


أخوكم ابن حيدرة